لماذا يقلق الآباء ويقولون: لقد فشلنا؟ لماذا يفشل الآباء؟ أرى أن الداعي إلى هذا الفشل أمران: الأول: عدم تحديد ووضوح الهدف:
بمعنى أن الآباء يركزون على الدرجات والتفوق الدراسي بغض النظر على التركيز على العمل والمذاكرة وبذل الجهد, وذلك بدلا من التركيز على شخصية الابن وتنميته, فيخسرون الدرجات والشخصية معا.
الثاني: الأسلوب الخاطئ مع الأبناء:
في اعتماد المقارنات, والتركيز على الدرجات العالية, دون تبصر بالفروق الفردية, وتنوع القدرات, واختلاف المواهب, وقد وجد بالدراسة أن العمل الجاد والمثابرة أهم من الموهبة! وعلى ذلك تختفي حالة الطوارئ ومظاهر التوتر: بمنع التليفزيون والتليفون وسحب المحمول, وحجب الكمبيوتر والزيارات والأصحاب, وللأسف من إعلان حالة الطوارئ يبدأ موسم المشكلات الزوجية, في الاختلاف حول ساعات المذاكرة والاهتمام بالامتحانات ووضع المذاكرة وطبيعتها, وقد تصل الخلافات إلى الهجر بين الزوجين, وتتحول أيام الامتحانات إلى أيام نكد في البيت, يقضى على جو الأمان المطلوب لأبنائنا, ولا حل إلا بالتوازن والاعتدال بين الزوجين, وأخذ إجازة من المشكلات أو تأجيلها إلى وقت ما بعد الامتحانات, وللوصول إلى ذلك أن يعتقد الزوجان بأن المسؤولية الحقيقية تقع على الأبناء بزرع الاعتماد على أنفسهم, وأن المفضل لديهما هو أبناؤهما وليست الشهادة أو الدرجات, حتى لا يكره الأولاد المذاكرة المنازع لهما عند الآباء, وحتى لا ينتشر لدى الأبناء الخوف أو الإحباط, وكل ذلك إنما من صنع أيدينا!
ودور الأسرة هنا في التوازن والتشجيع على المذاكرة, والاستعداد للامتحانات, وفى نفس الوقت ممارسة الحياة الطبيعية الحياتية, في النوم والطعام و الحديث و الترفيه و الراحة دون طوارئ, فاستقامة العلاقة بين الزوجين تؤثر تأثيرا مباشرا على الأبناء, فإن أيام الامتحانات تمضي ولكن العلاقات الزوجية هي الباقية والمستمرة والدائمة!